للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

كتب المؤلف

الجامع لمسائل أصول الفقه وتطبيقاتها على المذهب الراجح

الكتاب: الجامع لمسائل أصول الفقه وتطبيقاتها على المذهب الراجح المؤلف: عبد الكريم بن علي بن محمد النملة [ت ١٤٣٥ هـ] (الأستاذ في قسم أصول الفقه بكلية الشريعة بالرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) الناشر: مكتبة الرشد - الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، ١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م عدد الصفحات: ٤٣٠ أعده للشاملة: أبو إبراهيم حسانين [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

المهذب في علم أصول الفقه المقارن

الكتاب: الْمُهَذَّبُ في عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ الْمُقَارَنِ (تحريرٌ لمسائِلِه ودراستها دراسةً نظريَّةً تطبيقيَّةً) المؤلف: عبد الكريم بن علي بن محمد النملة [ت ١٤٣٥ هـ] دار النشر: مكتبة الرشد - الرياض الطبعة الأولى: ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م عدد الأجزاء: ٥ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] تنبيه: توجد بالنسخة الورقية للكتاب أخطاء وتصحيفات في الآيات القرآنية فاقت الحصر قمت بتصويبها بحمد الله وتوفيقه، وأرجو ممن له صلة بدار نشر هذا الكتاب أن يتكرم بمراسلتهم لتصويب الآيات الكريمة. وفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

تيسير مسائل الفقه شرح الروض المربع

الكتاب: تيسير مسائل الفقه (شرح الروض المربع وتنزيل الأحكام على قواعدها الأصولية وبيان مقاصدها ومصالحها وأسرارها وأسباب الاختلاف فيها) المؤلف: عبد الكريم علي بن محمد النملة [ت ١٤٣٥ هـ] الناشر: مكتبة الرشد، الرياض - السعودية الطبعة: الأولى، ١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م عدد الأجزاء: ٥ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

تعريف بالمؤلف

عبد الكريم بن علي بن محمد النملة

• ولد في (١/ ٧/ ١٣٧٥ هـ) في البكيرية - القصيم، ونشأ يتيم الأبوين لم يرهما، توفيت والدته وله من العمر سنتان فقط، وتوفي والده وله من العمر أربع سنين
• حصل على شهادة الثانوية عام (١٣٩٤ هـ)
• حصل على شهادة الليسانس في الشريعة من كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك عام (١٣٩٨ هـ)، وعُين معيدا في الكلية، في نفس العام
• حصل على درجة الماجستير في أصول الفقه من قسم أصول الفقه بكلية الشريعة عام (١٤٠٢ هـ) وعين بعدها على مرتبة محاضر
• حصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه من قسم أصول الفقه بكلية الشريعة عام (١٤٠٧ هـ) وعين بعدها على مرتبة أستاذ مساعد
• تمت ترقيته من درجة أستاذ مساعد إلى درجة أستاذ مشارك في عام (١٤١٢ هـ)
• وتمت ترقيته من أستاذ مشارك إلى أستاذ عام (١٤١٧ هـ)

(من تحقيقاته)
• روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة، تحقيق وتقديم وتعليق طبع في ثلاثة مجلدات
• شرح منهاج البيضاوي في علم الأصول للأصفهاني (تحقيق وتقديم وتعليق) طبع في مجلدين
• الأنجم الزاهرات في حل ألفاظ الورقات (تحقيق وتقديم وتعليق) طبع في مجلد
• الضياء اللامع شرح جمع الجوامع لابن حلولو المالكي (تحقيق وتعليق وتقديم) طبع منه المجلد الأول والثاني
• نفائس الأصول شرح المحصول للقرافي (تحقيق وتعليق وتقديم) - القسم الثاني (رسالة الدكتوراة) [إذ حقق الكتاب كاملا في ٣ رسائل دكتوراة (جامعة الامام محمد بن سعود): للدكتور عياض السلمي والدكتور عبد الكريم النملة والدكتور عبد الرحمن المطير]

(من مؤلفاته)
• إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر طبع في ثمانية مجلدات
• المهذب في علم أصول الفقه المقارن طبع في خمس مجلدات
• مخالفة الصحابي للحديث النبوي الشريف طبع في مجلد
• الخلاف اللفظي عند الأصوليين طبع في مجلدين
• الواجب الموسع عند الأصوليين طبع في مجلد
• الإلمام في مسألة تكليف الكفار بفروع الإسلام طبع في غلاف
• الرخص الشرعية وإثباتها بالقياس طبع في مجلد
• أقل الجمع عند الأصوليين وأثر الاختلاف فيه طبع في مجلد
• الجامع لمسائل أصول الفقه وتطبيقها على المذهب الراجح طبع في مجلد
• إثبات العقوبات بالقياس طبع في غلاف
• طرق دلالة الألفاظ على الأحكام عند الحنفية وأثرها الفقهي

الأسئلة التي وجهت للشيخ عبد الكريم النملة في لقاء معه في مجلة الدعوة، العدد (١٧٠١) (٩/ربيع الآخر /١٤٢٠)
• ما هي آثاركم العلمية من مؤلفات وتصنيفات وما منهجكم فيها؟
لقد قمت بتأليف كثير من الكتب العلمية الخاصة بأصول الفقه وما يتفرع عنها من أحكام فقهية مساهمة مني في تبسيط وتسهيل علم أصول الفقه في نفوس الطلاب والطالبات، وكنت أحرص في كتاباتي ودراساتي على بيان الناحية التطبيقية لهذه القواعد الأصولية، وأوضح أن الحوادث المتجددة لها أحكاما شرعية من خلال معرفة القواعد الأصولية

• ما هي آثاركم من التحقيقات والتعليقات العلمية؟
لقد قمت بتحقيق كثير من الكتب العلمية في أصول الفقه وما يتعلق به مساهمة مني في إبراز بعض المخطوطات لأجلاء العلماء ليستفاد منها، وكنت أقوم بدراسة الكتاب وتحقيقه، وإخراج نصه، وتصحيحه من التحريف والتصحيف، وبيان سقطه، وكنت أعلق على كل كتاب أقوم بتحقيقه، وهذه التعليقات تشمل: ترقيم آياته، وتخريج أحاديثه، وآثاره، وترجمة أعلامه، وتصنيف، وتعريف، أو دليل، أو زيادة عليه، وتوثيق نقول، وتصحيح أخطائه، والتعليق على المسائل العقدية والفقهية بما يناسب المقام. . . . .

• ما أسباب وضعكم لهذه المؤلفات والتحقيقات الصادرة منكم؟
هذه الكتب والمؤلفات لم أقم بتأليفها والاشتغال بها إلا لأسباب:
أولها: أن يسألني بعض الطلاب عن مسألة فيه كثير من الالتباس والشبهة واضطرب كلام العلماء فيها، فأقوم ببيانها في كتاب يفيدني أولا، ثم يفيد من سألني، ثم من أراد الاستفادة من طلاب العلم الآخرين، وهذا مثل كتاب: (مخالفة الصحابي للحديث النبوي الشريف) فقد سألني بعضهم: كيف يخالف الصحابي الحديث مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى؟ فقمت بتأليف الكتاب وكذلك كتاب الخلاف اللفظي عند الأصوليين وكتاب الإلمام في مسألة تكليف الكفار بفروع الإسلام
ثانيها: أن يسألني بعض الطلاب أن أقوم بتأليف كتاب على الأسلوب العصري المفهوم، والتكثير من تطبيقات القواعد الأصولية على الفروع كما أفعل في شرحي لهم أثناء المحاضرات، فقمت بتأليف كتاب (إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر) المطبوع بثمانية مجلدات، وتأليف كتاب المهذب في علم أصول الفقه المقارن المطبوع بخمسة مجلدات
ثالثها: أن يسألني بعض الطلاب أن أقوم بتأليف كتاب في أصول الفقه جامع للمسائل الأصولية ولكن على المذهب الراجح، فقمت بتأليف كتاب (الجامع لمسائل أصول الفقه وتطبيقها على المذهب الراجح)
رابعها: أن أرى في بعض المسائل قد اضطرب فيها كلام العلماء، ونسب إلى بعضهم رأي لم يكن لهم، ولم تدرس من قبل، ولم تطبق فقمت بدراستها، وذلك لتكثير طرق الخير ونشره، ولأنه كلما كثر التأليف كثرت طرقه، ولتيسير علم أصول الفقه للطلاب، ولتكثير المتعلمين والطالبين، فإن لكل جديد لذة
خامسها: بعض الكتب العلمية المفيدة للطلاب يصعب الاستفادة منها: إما لأجل أن طباعتها سيئة أو أنها ضمن المخطوطات
وأنا أفعل هذا كله، امتثالاً لأمر الله تعالى بالتبيين للناس، وكشف الشبه والالتباس، واشتياقي لتحصيل الفضائل وتجنب الرذائل، ورغبة في الأجر والمثوبة، والله من وراء القصد

• قمتم بتأليف هذه الكتب وحققتم هذه الكتب فما هي في رأيكم مواصفات المؤلف، وخطوات التحقيق، ومواصفات المحقق باختصار؟
هذا سؤال جوابه طويل جداً، ولكن أقول باختصار: إن مواصفات المؤلف والمحقق هي:
١. تقوى الله تعالى في كل ما يكتب وكل ما يقول.
٢. غزارة العلم، ودقة المعلومات.
٣. عدم الاستعجال في كل أموره، بحيث يراجع ما يكتب عدة مرات.
٤. أن يتأكد من كل معلومة يأتي بها.
٥. أن يعتمد على كتب السلف الصالح.
٦. عدم الاشتغال بأمور الدنيا.
٧. الانقطاع عن الخلق إلا في مجال التعليم وبيان المسائل، وتوضيح المشكلات العلمية قال: تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح).
٨. أن لايتابع أحداً من أجل مال أو جاه أو منصب، بل يقول ما أداه إليه الدليل الشرعي.

أما خطوات التحقيق فهي باختصار:
* جمع نسخ الكتاب المخطوط ثم نسخة على الرسم في العصر الحاضر.
* مقابلة النسخ مقابلة دقيقة وأكثر المحققين يتساهلون في هذا تساهلاً لافتاً للنظر، لذلك أوصي كل من أراد أن يناقش رسالة ماجستير أو دكتوراه وكانت رسالته تحقيق كتاب: أن يطلب منه نسخة الكتاب المخطوطة ليتأكد من المقابلة.
* توثيق ما ورد في الكتاب من النقول والآراء والأقوال من كتب السلف المعتمدة.
* شرح وبيان بقض العبارات الغامضة.
* عزو المذاهب والآراء إلى قائليها، والتأكد من ذلك.
* أن يعرف بالمصطلحات، والأماكن، والمسائل والفرق والمذاهب والجماعات، والكتب الواردة في النص.
* أن يعلق على المسائل العلمية تعليقياً دقيقاَ.
* تحرير محل النزاع في المسائل التي يعمل فيها المؤلف.
* أن يرقم الآيات ويسمي سورها، ويخرج الأحاديث، والآثار الواردة في النص، ويحكم عليها من أقوال أئمة الحديث.
* أن يترجم لكل علم بصورة مختصرة.
* أن يفهرس الكتاب فهرسة تفصيلية، فيضع فهرساً للآيات، والأحاديث والآثار والأماكن والمسائل الخاصة والعامة والمراجع والمصادر والموضوعات.

• ما الدوافع وراء اختياركم التخصص في أصول الفقه؟
إنه في أثناء دراستي لأصول الفقه في الجامعة وجدت أن لهذه المادة فوائد كثيرة وهي:
أولاً: أن تعلم أصول الفقه يبين المناهج والطرق التي يستطيع الفقيه عن طريقها استنباط الأحكام الفقهية للحوادث المتجددة، فأردت أن أتعلم ذلك لعلي أخدم الإسلام والمسلمين بسبب ذلك، وأرد على أعداء الإسلام القائلين: أن الإسلام غير صالح لكل زمان.
ثانياً: أن أئمة الفقه يختلفون في كثير من الأحكام الفقهية وكان من أسباب اختلافهم أن بعضهم تمسك بدليل لا يوافقه عليه الآخرون، فأردت أن أعرف ما هي الأدلة والأصول التي يتمسك بها هذه الإمام دون ذاك الإمام.
ثالثاً: أن تعلم أصول الفقه يجعل الإنسان يدعو إلى الله تعالى وإلى دينه، بناء على أسس ومناهج وطرق يستطيع بها إقناع الخصم بيسر وسهولة فأردت أن أتعلم هذه الطرق لأدعو إلى الله وإلى دينه على بصيرة بخلاف ما كان يفعله بعض الدعاة الذين لم يتعلموا أصول الفقه فإنهم لا يمكنهم معرفة الأدلة والمصالح والمفاسدة.
رابعاً: أن أصول الفقه يعلم الإنسان كيف يتأكد من الأخبار التي تصل إليه؟ وكيف يروي تلك الأخبار؟
خامساً: أن باب القياس من أهم أبواب أصول الفقه، حيث انه من أبواب تصميم الأحكام الفقهية، لذلك قال الإمام الشافعي: " من لم يعرف القياس فليس بفقيه "، وقال الإمام أحمد: " لا يستغني أحد عن القياس "، فلما تعمقت بهذا الباب وجدته يبين العلل التي من أجلها شرعت الأحكام كلها، وهذا يجعل المطلع على ذلك مؤمناً بالله إيماناً أقوى ممن لم يعرف العلل، حيث إنه يكون أخشى لله من غيره، كما قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وبسبب ذلك تعرف المقاصد الشرعية من هذه التكاليف.
سادساً: أن تعلم أصول الفقه، يجعل الإنسان يفهم دلالات الألفاظ من الكتاب والسنة، حيث لا يمكنه استنباط أي حكم من الكتاب أو السنة إلا إذا عرف هل دل هذه اللفظ على الحكم بدلالة النص أو عبارته، أو إشارته أو اقتضائه، وبالمنطوق، أو بالمفهوم و نحو ذلك مما ذكرته في كتبي.
سابعاً: أن أصول الفقه يعلم كل شخص يريد كتابة بحث أو كتاباً، لأن علم أصول الفقه قد جمع بين النقل والعقل، ومن تعمق فيه عرف طريقة إيراد المسألة وتصويرها، وكيفية الاستدلال عليها والاعتراض، والجواب عنه بأسلوب مبني على أسس ومناهج. كل ما سبق جعلني اختار هذه التخصص، ثم بعدما تعمقت فيه وجدته جامعاً لكل العلوم الشرعية، ومنظما لها، لذلك من تعمق فيه كفاه عن فيه من العلوم ولا أبالغ إذا قلت: إن علم أصول الفقه ينظم حياة الإنسان الشرعية والاجتماعية والسياسية، ونحو ذلك.

• هلا وضحتم للقارئ العادي بأسلوب ميسر معنى أصول الفقه؟
أصول الفقه هي معرفة أدلة الفقه إجمالاً، كيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد.
أي معرفة أدلة الفقه المتفق عليها كالكتاب والسنة والاجماع والقياس، والمختلف فيها كالاستحسان، والاستصحاب، وسد الذرائع، وقول الصحابي، وشرع من قلبنا، والمصالح والمرسلة والعرف، والاستقراء، ويدخل في ذلك القواعد الكلية فإنها تسمى أدلة.
والمقصود من معرفة أدلة الفقه: معرفة الأدلة وأحوالها المتعلقة بها بالتفصيل من حيث إثباتها والرد على من نفى بعضها، ثم لابد أن يعرف كيف يعمل عند تعارض الأدلة، وكيف يرجح بعض الأدلة على بعض؟ ثم لابد أن يعرف من هو المجتهد؟ لأنه ليس كل من حفظ القرآن أو السنة يصلح أن يكون مجتهداً، بل اشترط العلماء شروطاً لا بد من توفرها فيمن يتولى الاجتهاد.

• ما الفرق بين الفقيه والأصولي، وهل صحيح أن الثاني أوسع فقهاً من الأول؟
الأصولي يبحث عن أدلة الفقه الإجمالية بالتفصيل، فهو الذي يضع القواعد والمناهج والأسس التي يجب على الفقيه أخذها أو السير عليها وتطبيقها إذا أراد استخراج حكم شرعي من دليل تفصيلي، ولا يجوز له أن يخالفها، فلا بد أن يتقيد بها.
وأن مثل علم الأصول بالنسبة للفقه كمثل علم المنطق بالنسبة لسائر العلوم الفلسفية، فهو ميزان يضبط العقل ويمنعه من الخطأ في الفكر.
ولا شك أن من كانت وظيفته كذا - أعني أصولي - أوسع أفقاً من الفقيه فهو فقيه وزيادة، لمعرفته بأنواع الأدلة لذلك تجد العالم بأصول الفقه يقوم بشرح وتدريس الفقه، والتفسير، والحديث، والعقيدة، والتربية الإسلامية، وعلم الأنظمة وغير ذلك وأنا قمت بتدريس هذه الأمور، بينما المتخصص بالفقه لا يستطيع تدريس أصول الفقه وكذلك المتخصص بالتفسير.

• ينتقد البعض أسلوب تدريس أصول الفقه في الكليات من جهة صعوبته، واعتماده على آراء المتكلمين بصورة كبيرة فما تعليقكم؟
إن أصول الفقه كغيره من العلوم يختلف فهمه وتصوره وسهولته وصعوبته باختلاف القائمين بتدريسه وتعليمه، فإذا كان المعلم له فاهما لدقائقه، محيطاً بمسائله، متعمقاً بمعانيه فإنه إذا علمه أو درسه يستطيع أن يوصل المعلومة إلى أذهان الطلاب، ويستطيع بسط هذا العلم الذي يشرحه، ويستطيع بسط هذا العلم الذي يشرحه ويستطيع إقناعهم بأسلوب عصري مفهوم. أما إذا كان المعلم لم يفهم مادته، ولم يتعمق بها، فإنه لا يمكن - بأي حال من الأحوال - أن يفهمها للآخرين، ولا يصورها لغيره، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. هذه قاعدة في جميع العلوم، وأصول الفقه منها، فصعوبة المادة وسهولتها راجعة إلى الأستاذ نفسه على التفصيل السابق، فأنا أذكر - لما كنت طالباً في الكلية أن بعض الأساتذة يشرح موضوعاً من كتب السلف فتجده يكلف نفسه بكلام كثير، فيردد العبارات، ولكن لا نفهم منه شيئاً، فتخرج المحاضرة كما بدأت دون فائدة، بينما البعض لآخر تجده لا يكثر الكلام ولا يعاني كثيراً في الشرح، ولكن تفهم منه في دقائق ما لا تفهمه من الآخر في ساعات، والسبب في ذلك: أن الثاني فاهم لمادته محيط بمسائلها، بينما الأول لم يفهم مادته ولم يعلم المراد مما كتبه السلف.
أما قولك: إن أصول الفقه معتمد على آراء المتكلمين بصورة كبيرة، فهذا التعبير غير صحيح، وإنما يردد ذلك من جهل علم أصول الفقه - وقديماً قيل: من جهل شيئاً عاداه، وإنما الصحيح: أن أصول الفقه هو أدلة الفقه، ولا يتكلم في ذلك إلا الفقهاء الأربعة وأتباعهم، وكل ما يوجد في أصول الفقه من آراء إنما هي آراء فقهاء الإسلام، ولا يخرج عنها بأي حال من الأحول، ومن تتبع واستقرا مسائل أصول الفقه واختلاف العلماء فيها وجده لا يخرج عن آراء فقهاء الإسلام كما قلت وإن شئت راجع كتابي: المهذب في أصول الفقه المقارن أو إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر وغيرهما من كتبي في أصول الفقه.

• لماذا الجهد العلمي والفكري لمشايخ وأساتذة أصول الفقه أقل بكثير من من أقرانهم في العلوم الأخرى؟
أنا قلت - فيما سبق - أن أصول الفقه كغيره من العلوم، فمن تعمق في مسائله، ودقق في مفرداته، وتوسع في تطبيقاته، استطاع بسهولة وبيسر أن يفهمه للآخرين، وأن يعلمه لهم ويقنعهم به. وكذلك يستطيع أن يؤلف ويصنف فيه، ويحقق بعض كتبه ويترجم كلام السلف بكلام عصري مفهوم.
أما الذي لم يفهم مادته فإنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً مما سبق، هذه الكلام في كل العلوم ومنها أصول الفقه.

• كيف يتعلم طالب العمل أصول الفقه خارج أسوار الجامعة، وما الكتب المناسبة والبرنامج المقترح؟
يتعلم الطالب بقراءة كتب أصول الفقه، يبدأ أولاً بالمختصرات، ثم يثني بالكتب المتوسطة ثم يثلث بالمطولات. فمن كتب المختصرات: الورقات، ومختصر ابن الحاجب، وقد ألفت في هذا كتاب " الجامع لمسائل أصول الفقه وتطبيقها على الفروع على المذهب الراجح " وهو نافع في هذا الشأن إن شاء الله.
ومن الكتب المتوسطة: روضة الناظر، وشرح اتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر، وشرح الكوكب المنير، وشرح المنهاج للأصفهاني.
ومن الكتب المطولة: الإحكام في أصول الأحكام للآمدي والمحصول للرازي والتمهيد لأبي الخطاب والعدة لأبي يعلى، وشرح اللمع، وقد ألفت في هذا كتاباً هو: المهذب في أصول الفقه المقارن بينت فيه وأكثرت فيه من الأمثلة والتطبيقات.

• ما أسباب تخوف الطلاب من مادة أصول الفقه، وضعفهم فيها؟
إن مادة أصول الفقه كغيرها من المواد: إن راجعتها بدقة وتريث وتمعن فهمتها، وإن لم تفعل ذلك فإنك لن تفهمها أبداً ثم إن أستاذ المادة له دور في فهمها وعدم ذلك، فإن كان هو فاهما لأصول الفقه استطاع أن يجعلك تفهمها بأسلوب، وإن كان غير ذلك فلن يستطيع مهما أوتي من قوة.

[توفي يوم الثلاثاء ١٣ شعبان ١٤٣٥ هـ الموافق ١١ يونيو ٢٠١٤ م وصُلّي عليه عصر الأربعاء في جامع الراجحي بمدينة الرياض].