للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قيل يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ ... أَوْ نَفْسِهِ» (١).

وعن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عَنْ خَادِمٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِمِ: «أَلَكَ حَاجَةٌ؟» قَالَ: حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ حَاجَتِي قَالَ: «وَمَا حَاجَتُكَ؟» قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: «وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟» قَالَ: رَبِّي قَالَ: «إِمَّا لَا فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» (٢).

[المسألة الرابعة: المخالفون في أمر الشفاعة يوم الدين]

مع اتفاق الأئمة على ثبوت الشفاعة في الآخرة، وتواتر النصوص على إثباتها، إلا أن بعض الناس خالف في بعض أنواع الشفاعات، فنفوها؛ بناء على أصول فاسدة جرتهم إلى هذا النفي.

وممن أنكر الشفاعة جملة وتفصيلاً: الجهم بن صفوان، يقول العلامة الملطي:"وأنكر جهم الشفاعة، وأن قوماً يخرجون من النار"، وقال عن اتباع الجهم: "وأنكروا الشفاعة، أن يشفع رسول لله - صلى الله عليه وسلم - لأحد من أمته، وأن ... يخرج الناس من النار بعدما دخلوها" (٣).

وكذا أنكرت الخوارج والمعتزلة، شفاعة الشافعين في أهل الكبائر، وممن نص على إنكارهم:


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب الحرص على الحديث ح (٩٩).
(٢) أخرجه أحمد في السنن ح (١٦٠٧٦)، وصححه إسناده الشيخ شعيب الأرناؤوط (٢٥/ ٤٧٩).
(٣) الملطي: التنبيهات والرد على أهل الأهواء والبدع، المكتبة الأزهرية الثراث- مصر: (٩٩ - ١٣٤).

<<  <   >  >>