للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلوك المحجَّة البيضاء، فمن خرج عنها قيد شبر بَعُدَ عن الولاية بمراحل، فلا ينبغي أن يطلق عليه اسم الولي، ولو أتى بألف ألف خارق، فالوليُّ الشرعيُّ اليوم أعزُّ من الكبريت الأحمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله" (١).

رابعًا: زَعَم أنَّ الولي يرث النَّبي

قال: "كما أمر الله - عز وجل - بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في حياته أمر بطاعة ورثته بعد مماته، وهم العلماء الأتقياء الذين يعدلون في الأحكام، والأولياء العارفون الذين يحكمون بوحي الإلهام" (٢).

وقال أيضًا: "شيوخ التربية خلفاء الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - في القيام بالتربية النبوية، فيجب امتثال كل ما أمروا به، واجتناب كل ما نهوا عنه، فُهِم معناه أو لم يُفهم" (٣).

بل جعل حرمة الأولياء كحرمة الأنبياء، فقال: "فحرمة الأولياء كحرمة الأنبياء، فمن فرَّق بينهم حُرِم بركة جميعهم" (٤).

وهذا كلُّه بعيدٌ عن قول أهل السُّنَّة والجماعة، الذين بيَّنوا "أفضل أولياء الله هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء هم المرسلون، وأفضل الرُّسل هم أولو العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى-عليهم السلام- ومحمد - صلى الله عليه وسلم -، وأفضل أولي العزم نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي أنزل الله - عز وجل - عليه {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٥) فجعل سبحانه صدق محبة الله - عز وجل - متوقفة على اتباعه، وجعل


(١) روح المعاني ١١/ ١٤٩.
(٢) البحر المديد ١/ ٥٢٣.
(٣) ينظر: المرجع نفسه ٤/ ٦٧.
(٤) المرجع نفسه ١/ ٣٧٧.
(٥) سورة آل عمران: ٣١.

<<  <   >  >>