للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقوله: "والحق أنَّ طرقه كلَّها ضعيفة، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن؛ إلا أنَّه شاذٌّ؛ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات ... " (١).

عاشرًا: الشرك في الألوهية

* تعريف الشرك لغةً:

يعود إلى المخالطة والمقارنة، "قال الخليل: الشِّرْكُ: ظُلْمٌ عظيمٌ، والشِّرْكةُ: مخالطةُ الشَّريكين، واشتركا بمعنى تشاركا، وجمع شريك: شركاء وأشراك ... " (٢).

وقال ابن فارس: "الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما: يدلُّ على مقارنة وخلاف انفراد، والآخر يدلُّ على امتدادٍ واستقامة.

فالأول: الشَّركة، وهو أن يكون الشيءُ بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، ويقال: شاركت فلانًا في الشَّيء: إذا صرتُ شريكه، وأشركت فلانًا: إذا جعلته شريكًا لك، قال الله -جلَّ ثناؤه- في قِصَّة موسى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} (٣)، ويقال في الدُّعاء: اللهم أشركنا في دعاء المؤمنين، أي: اجعلنا لهم شركاء في ذلك، وشركت الرَّجُلَ في الأمر أشركه.

وأما الأصل الآخر: فالشرك: لقم الطريق، وهو شراكه أيضًا، وشراك النعل مشبَّهٌ بهذا، ومنه شرك الصائد، سمي بذلك لامتداده" (٤).


(١) التلخيص الحبير ٢/ ٧.
(٢) العين ٥/ ٢٣٩ - ٢٩٤.
(٣) سورة طه: ٣٢.
(٤) مقاييس اللغة ٣/ ٢٦٥.

<<  <   >  >>