الحاخامات كالشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي، فإذا قال الحاخام إن يدك اليمنى هي اليسرى وبالعكس، فصدق قوله ولا تجادله ... " وتبعًا لذلك ليس هناك اجتهاد عند الفريسيين، وما الحاجة للاجتهاد إذا كان الحاخام مقدسًا ومعصومًا؟ وعنده لكل سؤال جواب ...
ويقول القس "بوكس": لقد أسس الفريسيون نظام الفردية في الدين، ووضعوا طقوسًا روحية بحتة، وتعمقوا في الاعتقاد في الآخرة، ودافعوا عن قضية العلمانية أمام الكهنوت المتطرف ...
[الصدقيون]
يرى بعض الباحثين أن هذه التسمية نسبة إلى صادوق الكاهن الأعظم في عهد سليمان، أو إلى كاهن آخر بهذا الاسم وجد في القرن الثالث قبل الميلاد ...
وهم ينكرون البعث والحياة الأخرى والحساب والجنة والنار، ويرون أن جزاء الإنسان يتم في الدنيا، فالعمل الصالح ينتج الخير والبركة لصاحبه، والعمل السيئ يسبب لصاحبه الأزمات والمتاعب.
وينكر الصدوقيون كذلك التعاليم الشفوية "التلمود"، وحتى التوراة لا يرون أنها مقدسة قدسية مطلقة، وينكرون الخلود الفردي، كما ينكرون وجود الملائكة والشياطين، ولا يقولون بالقضاء والقدر ويؤمنون بحرية الاختيار، ويرون أن الأفعال مخلوقة للإنسان لا لله، وينكرون كذلك المسيح المنتظر ولا يترقبونه ...
[القراءون]
كان القراءون يمثلون القلة بين اليهود، فلما تدهور شأن الفريسيين، نما فريق القرائين وورث أتباع الفريسيين ونفوذهم.
والقراءون لا يعترفون إلا بالعهد القديم كتابًا مقدسًا، وليست عندهم روايات شفوية كالتي قيل إن الحاخامات توارثوها الواحد بعد الآخر، وبالتالي لا يعترف القراءون بالتلمود.