وهذا المعنى مأخوذ من معنى الرب، فالرب - كما سيأتي - من معناه: المالك والمنعم، والمعبود.
قال: «وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين (٢)﴾» الشاهد قوله: «رب العالمين»، ﴿الْحَمْدُ للّهِ﴾ الثناء كله يستحقه هو ﷾، وهو ﴿رَبِّ الْعَالَمِين (٢)﴾.
قال الشيخ:«وكل ما سوى الله عَالَم، وأنا واحد من ذلك العالم»، وأنا واحد مخلوق من جملة المخلوقات، فالسماوات والأرض وما فيهن عالَم، وقيل: سميت الموجودات عالمًا؛ لأنها علامة على خالقها، ومدبرها ﷾.
«فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟» أي: بأي طريقة عرفت ربك «فقل» عرفته «بآياته ومخلوقاته».
وأراد الشيخ بقوله:«بآياته ومخلوقاته» الآيات الكونية، والآياتُ الكونية: هي مخلوقاته، والعطف في قوله:«آياته ومخلوقاته» لا يدل على المغايرة في الوصف، فالآيات الكونية مخلوقات.
قال:«ومن آياته الليل والنهار، والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع، وما فيهن وما بينهما» ولا يخفى أن الليل والنهار والشمس والقمر هي آيات ومخلوقات، والسماوات والأرض ومن فيهن هي آيات ومخلوقات، قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [الروم: ٢٢]، ﴿وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِين (٢٠)﴾