للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

كتب المؤلف

إقامة الدليل على علو رتبة إرواء الغليل

الكتاب: إقَامَةُ الدَّليل عَلى عُلو رتبَة إرْوَاءِ الغَليل وَالرَّد عَلى مُستَدَرك التعليل المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين الناشر: مكتبة ابن عباس للنشر والتوزيع، مصر الطبعة: الأولى، ١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م عدد الصفحات: ٣٩٢ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

تعريف بالمؤلف

قال الشيخ - حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فقد طلب مني بعض المحبين أن أكتب شيئا أعرف فيه بنفسي، وهذا الأمر من أبغض شئ إلى نفسي، وأنا أعرف بحالي من غيري، ومما أعرفه عن نفسي أنني لا أستحق أن أُذكر.
وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم " مدارج السالكين ":
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيميه قدس الله روحه من ذلك أمراً لم أشاهدة من غيره، وكان يقول كثيراً: (مالي شيء، ولا منى شيء، ولا فيَ شيء)
وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت: (أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبى وجدي)

وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول:
والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً.

وبعث إلىَ في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه، وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:
أنا الفقير إلى رب البريات … أنا المسكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهى ظالمتي … والخير إن يأتينا من عنده يأتي

لا أستطيع لنفسي جلب منة … ولا عن النفس لي دفع المضرات

وليس لي دونه مولى يدبرني … ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى

إلا بإذن من الرحمن خالقنا … إلى الشفيع كما جاء في الآيات

ولست أملك شيئاً دونه أبداً … ولا شريك أنا في بعض ذرات

ولا ظهير له كي يستعين به … كما يكون لأرباب الولايات

والفقر لي وصف ذات لازم أبداً … كما الغنى أبداً وصف له ذاتي

وهذه الحال حال الخلق أجمعهم … وكلهم عنده عبد له آتي

فمن بغى مطلباً من غير خالقه … فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي

والحمد لله ملء الكون أجمعه … ما كان منه وما بعد قد يأتي
فإذا كان هذا وصف ابن تيميه لنفسه، وهو من هو فماذا عسى لمثلى أن يقول، ولولا إلحاح المحبين لكتابة شيء في ذلك لما أقدمت عليه أبداً، وعلى كل حال فإنني أعتبر هذه الكلمات تعارف بيني وبين أحبابي.

فأقول:
أنا / أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين، ولدت في ٦/ ٥/١٩٥٦م بقرية منية سمنود إحدى قرى محافظة الدقهلية بمصر، وقد انتظمت في التعليم النظامي، وامتن الله علي بكوني نشأت في أسرة محافظة فترتب على ذلك بفضل الله أنني نشأت بعيداً عن المعاصي واللهو، محباً للدين، ولكن لم أكن أعرف إلا القليل من أمور الدين، ثم امتن الله علي في فترة الجامعة بالإقبال على الدين بالبحث عن سبيل النجاة ومعرفة الحق.

الرحلات في طلب العلم:
ثم امتن الله علي بالسفر إلى اليمن عام ١٩٧٩م، فصاحبت خلال هذه الفترة شيخنا " مقبل بن هادى الوادعى " رحمه الله، فكان في صحبتي له أعظم الأثر في حياتي، فعرفت منه طريق العلم النافع، وانتفعت من صحبته انتفاعاً عظيماً في هديه وسمته ومنهجه، فأسأل الله أن يجزيه خيراً وأن يجمعنا معه في الفردوس، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

وقد كانت لي رحلات إلى أرض الحرمين سمعت خلالها دروساً لأهل العلم بها كالشيخ: " ابن باز، ابن عثيمين، وعبد المحسن العباد " وغيرهم.
وقد صاحبت في فترة تزيد على الثلاثة أشهر شيخي المفضال " محمد بن صالح بن حبيب " المالي، فدرست عليه علم الصرف في الحرم المكي، فنفعني الله عز وجل بصحبته، فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء.
ثم امتن الله عز وجل علي بالرحلة إلى الشيخ الإمام " محمد ناصر الدين الألباني " رحمه الله حين قام بعض طلبة العلم بالاعتراض على الأئمة في تقوية الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة، بل كثيراً ما يرد هؤلاء تفرد الصدوق، وربما الثقة، فيسر الله لي سبعه لقاءات مع شيخنا الألباني رحمه الله، فعرضت عليه هذه الشبهات التي أثارها هؤلاء الطلبة وغيرها من الإشكالات حول القواعد الحديثية، فانتفعت بهذه المجالس انتفاعاً عظيماً، فرحمه الله رحمه واسعة وأسكنه الفردوس.

وقد كنت ولا زلت حريصاً بفضل الله عز وجل وتوفيقه على الاستفادة ممن هو فوقى وممن هو مثلى وممن هو دوني، والحمد لله رب العالمين.

وقد قمت بتصنيف وتحقيق بعض الكتب:

المصنفات:
١ـ " إعلام الأنام بأحكام الخمر في الإسلام ".
٢ـ " المنيحة في أحكام الحج والعمرة من الكتاب والسنة الصحيحة ".
٣ـ " السراج المنير في أحكام صلاة الجماعة والإمام والمأمومين.
٤ـ " إعلان النكير على غلاة التكفير، ومعه النصيحة ببيان طرق الجهاد الصحيحة ".
٥ـ " القول الحسن في دفع شبهات حول الاحتجاج بالحديث الحسن ".
٦ـ " سؤالات للعلامة الألباني رحمه الله "، فرغت فيه ما دار في المجالس السبعة.
٧ـ " الانتصار للحق وأهل العلم الكبار، والرد على من رمى الشيخ الألباني رحمه الله بالتساهل"
٨ـ " التفنيد لكتاب الترشيد "، بينت فيه زيف ما دافع به المردود عليه في كتاب الانتصار.
٩ـ " تحذير ذوى الفطن من عبث الخائضين في أشراط الساعة والملاحم والفتن "، وألحقت به: الرد على عداب الحمس فى تضعيفه كل الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المهدي ".
١٠ـ " سبائك الذهب في كشف آفات الطلب ".
١١ـ " التحقيق ببيان حال ما ورد حول تحقيق إبطال القول بوحدة الوجود من تعليق ".
١٢ـ " إتحاف النفوس المطمئنة بالذب عن السنة ".

الكتب التي حققتها:
١ـ " الاعتقاد " للإمام البيهقى.
٢ـ " الضعفاء " للإمام البخاري.
٣ـ " إبطال القول بوحدة الوجود " لملا على القاري.
٤ـ " الإعلام بسنته عليه الصلاة والسلام شرح سنن ابن ماجه الإمام " للعلامة علاء الدين مغلطاي.
٥ـ " التبيان في آداب حملة القرآن " للإمام النووي.

الدروس العلمية:

لقد وفقني الله عز وجل لمحاولة تأصيل الشباب علمياً منذ أول قيامي بالتدريس، فحرصت أولاً على تعليم العقيدة، والحديث وأصوله، واللغة. وأصول الفقه.
وهذه دروسي:

١ـ يوم الثلاثاء: بين المغرب والعشاء: في معارج القبول للشيخ حافظ حكمي، وبعد العشاء: في نخبة الفكر للحافظ ابن حجر.
٢ـ يوم الخميس: بعد المغرب: في صحيح البخاري، وبعد العشاء: في تدريب الراوي شرح تقريب النووي.
٣ـ يوم الجمعة: بعد المغرب في كتاب الاعتقاد للبيهقى رحمه الله، وبعد العشاء: في زاد المعاد لابن القيم.
٤ـ بعد الفجر كل يوم عدا الجمعة يقرأ علي الطلبة في صحيح مسلم.
وأما بالنسبة لأصول الفقه واللغة فنظراً لضيق الوقت فإنني قد أحلت تدريسها على بعض طلبة العلم النابهين.

هذا وإنني أحض الطلبة على حفظ كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كبلوغ المرام وحفظ مختصر صحيح مسلم.
ومن كتب الله له الاستمرار حتى يتمه، فسوف ينتقل إلى مختصر البخاري فيحفظ الزيادات التي فيه، فبذلك يكون قد جمع بين الصحيحين، فإذا انتهى من ذلك انتقل إلى الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين لشيخنا مقبل بن هادى رحمه الله، وبذلك يكون قد حفظ معظم السنة الصحيحة، ومع دراسته لأصول العلوم الشرعية يمكنه بعد ذلك قراءة الفقه المقارن.
فمن كتب الله له الاستمرار أرجو أن يلتحق بعلمائنا الكبار.

وأسأل الله التوفيق والسداد وأن يرحم ضعفي، ويجبر كسري إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

وكتبه أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبى العينين
في غرة ذي الحجة سنة ١٤٢٨هـ بمدينة الرياض سلمها الله من كل سوء وسائر بلاد المسلمين